ينتمي سيدي علي إزم إلى الشرفاء الحسنيين الأدارسة السباعيين الصحراويين  المنحدرين من سيدنا الحسن حفيذ رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

سيدي علي (إزم) هو سيدي علي بن ابراهيم السباعي وهو الجد الأول لسكان قرية تيديلي التابعة لعمالة أكادير،قيادة وجماعة إيموزار إداوتنان ،
ينحدر سيدي علي إزم من سيدنا عامر الهامل المكنى بأبي السباع الذي اختار في البداية التعبد والعيش في الصحراء  ثم جاء بعد ذلك إلى سوس واستقر فيها إلى أن مات ودفن في رأس جبل يسمى (أضاض مدن) ويوجد هذا الجبل بعمالة شتوكة أيت بها بين أربعاء أيت حمد وقبيلة أيت صواب. 
 إن السلطان السعدي أبو العباس أحمد الأعرج هو الذي  أتى بالشرفاء السباعيين وهم أجداد سيدي علي إزم من الصحراء  وأنزلهم في ضواحي مدينة مراكش، ولكنهم خاضوا حروبا مع القبائل المجاورة لهم هناك، وذلك بسبب الصراع حول الموارد الرعوية في فترة تزامنت مع الجفاف، إلا أن هذه الغارات التي قام بها السباعيين لم يقبلها المخزن. وفي عهد السلطان أبو العباس أحمد المنصورالسعدي أبعد  أجداد سيدي علي إزم وشتتوا في المغرب كله . وعندما قامت الدولة العلوية سنة 1631م ، عاد أجداد سيدي علي إزم للاستقرارمن جديد بمنطقة حوز مراكش وخاصة في عهد السلطان العلوي  محمد بن عبد الله الذي كان يحبهم كثيرا وأنشأ معهم علاقة مصاهرة.
كان أجداد سيدي علي إزم علماء أجلاء وفرسان شجعان ورعاة أقوياء،جمعوا بين الجهاد بالسيف والجهاد بالعلم والعمل.ولقد استشهد منهم الكثيرعندما طردوا البرتغاليين من الساقية الحمراء واستشهد منهم كثير عندما طردوا البرتغاليين من حصنهم الكائن قرب عين (فونتي) في أكادير.
وبعد طرد البرتغاليين من فونتي بأكادير، قررالمجاهد سيدي علي إزم ان يطردهم من كهوفهم بجبال إداوتنان، وبسبب  ذلك ذهب إلى دوار تيديليالذي اشتراه عند إداوكين وهم إفريقيين من دولة كينيا كانوا يشتغلون بالحدادة هناك ،ولقد كان سيدي علي إزم يؤم الناس ويعلمهم القرآن الكريم ويحرضهم ضد المستعمرين البرتغاليين .

وفي كل سنة ،ينظم الشرفاء أحفاذ سيدي علي إزم حفلا دينيا قصد تقديم الهدايا للمتفوقين في حفظ القرآن والغرس وتربية النحل والماشية ... وقصد الترحم على جدهم سيدي علي إزم وقصد الدعاء بالخير لملكهم وولي عهده مولانا الحسن وكافة الشرفاء أهل البيت 

 تواجد أولاد أبي السباع بمنطقة سوس قديم نظرا لوجود مزار الجد الجامع بقلب هذه المنطقة وكذلك أضرحة أبنائه الأوائل: اعمر وعمران ومحمد النومر المدفونين ببلدة لـﮕصابي (تـﮕاوست). ومن دلائل هذا الوجود السباعي، هناك أيضا الظهائر الشريفة التي توجد في حوزة مجموعة أولاد النومر قرب تزنيت حيث يرجع أقدم هذه الظهائر إلى عهد المولى عبد المالك، أي القرن الحادي عشر الهجري. وإذا كان الجد الجامع قد أقام ودفن بعد رحيله فوق قمة جبل، فإن ذريته من بعده نزحوا نحو البسائط كالسهل الممتد ما بين مصب نهر ماسة ورباط آﮔلو حيث تمركز أولاد النومر بالجماعة القروية للمعدر الكبير الموزعين إلى الدواوير التاليةآغروض ـ اعزيب أومرزﮔان ـ البطاحية ـ درب حنِّين ـ درب الطيرة ـ الدوار ـ الـﮔارب ـ القليعة الفوقانية  أرويس التحتاني ـ سيدي اعلي ـ توبوزير


أو بمنطقة إيغير ملولن (عين عنق الإبل بالعربية) جوار المدرسة لأﮔرض (أي العرﮔوب) بالجماعة القروية لأولاد جرار حيث نجد بطن أولاد صولة.

ثم هناك مجموعة ثالثة تجاور أولاد النومر وهي: الخنابيب التي ينحدر منها الولي الصالح عبد الرحمن الخنبوبي  جوار المدرسة العتيقة لتمزليت بالجماعة القروية لآﮔلو. هذه المجموعة السباعية تنحدر من بطن أهل الحاج أحمد. هذا بالنسبة للسباعيين المستقرين بإقليم تزنيت وقد أقاموا هناك منذ فترات مختلفة يمارسون التجارة والزراعة بعيدا عن الوظائف المخزنية

أما السباعيون في حوض سوس فأشهرهم ذكرا ”البهارير“ الذين أسسوا مدرسة علمية ذائعة الصيت (خلال القرن 18م) بمنطقة هوارة عرفت ”بالمدرسة البعاريرية“ وذلك بعد النكبة التي حلت بالسباعيين في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي. وكان دور هذه المجموعة ديني تعليمي بالأساس، ثم هناك مجموعة ”أرويس“ و ”بنـﮔمود“ بناحية قبيلة اشتوكة وآيت ملول، وهؤلاء في حوزتهم عقود ملكية الأرض على غرار أولاد النومر في حوز تزنيت، كما يملكون جزءا من الشاطئ البحري الموالي لترابهم ويقيسون ذلك بـ ”الـﮕـامة“ أي أن ملكهم في البحر يبلغ 70 ﮔامة. وتجدر الإشارة إلى أن أساس أولاد أبي السباع بمنطقة سوس هو: أولاد النومر، أما المجموعات الأخرى فتنتمي لمختلف البطون السباعية خاصة منها: أولاد الصغير، العبيدات، التويجرات، أولاد البـﮔار، أولاد بوعنـﮔـة، أولاد إبراهيم، أهل الطالب الطاهر، أهل سيدي خليل، أولاد احميدة، أهل بوصولة، وأهل سيدي عبد الله

وإذا كان الوجود السباعي اليوم بمنطقة سوس نسبي أو ضعيف فذلك راجع إلى الهجرات التي تعرفها هذه القبيلة كل مرة، وكذلك لكون هذه المنطقة أصبحت معبرا لهم بعد أن تم استقرار غالبيتهم بمنطقة شيشاوة بالحوز المراكشي. ورغم ذلك بقي لهذه المجموعة إشعاع بسوس راجع في جزء كبير منه إلى العلماء والصلحاء الذين أنجبتهم هذه القبيلة وتوطنوا هناك انطلاقا من أبناء عامر الهامل إلى ساسي جد عبد الله بن ساسي، وسيدي مبارك دفين اﮔسيمة، فعبد الرحمن الخنبوبي دفين تمزليت، وسيدي علي السباعي الـﮕسيمي؛ ثم امتد الاستقرار السباعي إلى أقصى جنوب منطقة سوس حيث تمركزت منهم أعراش بمنطقة السيحل وآيت باعمران إذ نجد في أرض هصباوة الدواوير التالية: أهل بوعمامة والتويجرات، وأهل مولاي اليزيد بتباينوت قرب أنامر، وأهل اعلي واعلي قرب ثلاثاء صبويا، وأهل سيدي المدني الذين يوجد مزار جدهم بأنامر، وأهل أشتيوي، وأهل الحيطحاط. ومن صلحائهم هناك: سيدي محمد الغوث المدفون بتاديينت، وسيدي عبد القدوس بن سيدي امحمد العزوزي بوادي تازروت بفرقة مستي قرب المحيط، وسيدي السمان بأنعالة، وسيدي محمد بلقاضي أو تمرصيت النومري. كما لهم مزارات جماعية كالتي توجد بآملو بآيت الخمس بآيت باعمران، وسيدي هباب برأس أومليل بوادي نون، وسيدي عامر يتسـﮔنان...إلخ 

إن استقرار السباعيين بمنطقة آيت باعمران التاريخية ليس حديثا بالجملة فهناك بعض الأسر قديمة العهد بالمنطقة كإداورحم القاطنين بآيت أيوب (أهل الدرهم اليوم) المنحدرين من عبد الله بن ساسي المتوفى سنة 961هـ/1531م دفين تانسيفت بحوز مراكش حيث يرجع استقرارهم بآيت أيوب إلى القرن 11 الهجري/17م، وكذلك المزارات السباعية الموجودة ببلدة تالوست. وهذا ليس غريبا ما دامت الانطلاقة الأولى للسباعيين هي بلاد سوس

ويلاحظ بهذا الصدد أن الممارسات الاجتماعية التي تعاطوا لها بهذه المنطقة انحصرت إما في التعليم والتعلم أو في الزراعة والكسب وبشكل محدود لا يتعدى الضروري من المعاش، وقد انعكس ذلك على المكانة الاجتماعية التي حظوا بها هناك، فنجدهم إما شيوخ مدارس علمية عريقة أو عدول أو قضاة محليين أو كسابة ومزارعين وبالتالي لم يفرزوا جماعات تابعة لهم وموالي كثر على خلاف ما سنلاحظ عند سباعيي الحوز المراكشي أو إخوانهم بجنوب الصحراء في الفصول الموالية.


إن بلاد سوس ـ رغم قلة السباعيين بها ـ كانت هي القاعدة الخلفية لهؤلاء إذ منها انطلقوا نحو الصحراء ونحو الحوز المراكشي والأطلس الكبير الغربي. كما أن المدارس العلمية العتيقة بسوس هي التي ألهمت المدارس العلمية العتيقة السباعية بحوز مراكش وعبدة ودكالة، وكذلك الطرق الصوفية لجزولة انطلاقا من تامـﮕروت بدرعة إلى تمـﮕدشت بسوس، ثم البعاريرية بهوارة. هذا فضلا عن داعي الجهاد الذي بدأ مع قيام الدعوة السعدية لطرد غزاة البرتغال الذين داهموا الشواطئ المغربية بل وصلت قواتهم حتى أبواب مراكش

القائد علي بن عبدالقادر بركاتو السباعي
قائد على فخذة أولاد عمران من قبيلة أولاد بو السباع سنة 1312هـ / 1894م، وذلك عندما قسمت القبيلة السباعية الى ثلاث إيالات بعد وفاة السلطان مولاي الحسن الأول العلوي، وكان مقر قيادته في قرية أولاد الزبير بالمنطقة المسماة بوجمادي على مقربة من وادي بوعنفير ، وقد ناصبه القائد عبدالمالك المتوكي العداء فعمل على خلعه سنة 1899م، تطبيقا لسياسته التي كانت تهدف الى بث التفرقة بين القياد السباعيين ليحول الصراع بين مختلف أفخاذ القبيلة السباعية دون توحيد كلمتها تمهيدا للاستيلاء عليها، وتولي مكانه القائد بّيه بن بلعبيد السباعي ، ولما اغتيل هذا الأخير في بلدة تالات نيعقوب من طرف بعض اكلاوة، انتقاما منه لخضوعه للقائد الطيب الكنتافي، عاد القائد علي بركاتو الى منصبه، وقد ظهرت عدة خلافات بينه وبين قائدي فرقة أولاد عمرو وهما القائد مبارك بن البشير السباعي والقائد يرعاه السباعي ، وكانا يطالبانه بأداء نصف الواجبات المخزنية والقيام بنصف الكُلف، بينما كان هو متشبثا بأداء الثلث الذي يلزمه فقط بدعوى أن أرض القبيلة كانت مقسمة أثلاثا بين الايالات الثلاث، ولما تدخل المخزن قُسمت أرض القبيلة مناصفة ساقية وبورا بين أولاد عمرو وأولاد عمران ، فصار يلزمه وحده نصف المتطلبات المخزنية من كُلف ووظائف وغيرها.
المصدر : المعلمة – ذ/ محمد حسن كفناني


القائد محمد بن علي بركاتو السباعي
هو القائد محمد بن القائد علي بن عبدالقادر بركاتو ، نصّبه القائد عبدالمالك المتوكي قائدا على فرقة أولاد عمران السباعية عندما صارت قبيلة أولاد بو السباع خاضعة لنفوذه غداة انهزام الشيخ أحمد الهيبة في معركة سيدي بوعثمان على يد الفرنسيين.
المصدر : المعلمة – ذ/ محمد حسن كفناني

قبيلة أولاد ابن السباع من قبائل الشرفاء الأدارسة، وينتسبون الى المولى محمد بن إدريس الثاني بن إدريس الأزهر، وتقع مجالاتها الترابية بغرب إقليم شيشاوة، وتنقسم الى الفروع السبعة التالية
أولاد البقار : وهم أحد فروع قبيلة السباعيين، وتقع مواطنهم بين منطقتي تغريست وبوجمادي ضمن قريتي أولاد دوارين، بإقليم شيشاوة، وينحدرون من جدهم الأعلى محمد البقار بن الحاج اعمر بن المولى عامر الهامل المكنى بأبي السباع، وهو الجد الجامع والمؤسس لقبيلة الشرفاء السباعيين، ولهم أيضا فروع بدولة موريطانيا
أولاد بوعنقا : وهم أحد فروع قبيلة السباعيين، وتقع مواطنهم بين منطقتي تغريست وبوجمادي ضمن قريتي أولاد دوارين، بإقليم شيشاوة، وينحدرون من جدهم الأعلى ابراهيم بوعنقا الحاج اعمر بن المولى عامر الهامل المكنى بأبي السباع، وهو الجد الجامع والمؤسس لقبيلة الشرفاء السباعيين، ولهم أيضا فروع بدولة موريطانيا وهم أهل سيدي محمد التشيشي وأهل الفاطمي
أولاد عيسى : وهم أحد فروع قبيلة السباعيين، وتقع مواطنهم في منطقة بوجمادي بإقليم شيشاوة، وينحدرون من جدهم الأعلى عيسى بن الحاج أعمر بن المولى عامر الهامل المكنى بأبي السباع، وتوجد بدوار أولاد عيسى مدرسة علمية شهيرة أسسها الفقيه الجليل سيدي محمد العيساوي
أولاد عبدالمولى : وهم أحد فروع قبيلة السباعيين، وتقع مواطنهم في منطقة قرية أولاد عبدالمولى بإقليم شيشاوة، وينحدرون من جدهم الأعلى عبد المولى بن عبد الرحمن الغازي بن الحاج (عمرو) بن اعمر بن المولى عامر الهامل المكنى بأبي السباع، وتوجد بمنطقتها المدرسة العلمية العتيقة التي أسسها العلامة الفقيه سيدي عبد المعطي بن أحمد السباعي سنة 1210هـ
العبابسـة : وهم أحد فروع قبيلة السباعيين، وتقع مواطنهم في منطقة بوجمادي بالقرية المعروفة بالعبابسة بإقليم شيشاوة، وينحدرون من جدهم الأعلى العباس بن عبد الرحمن الغازي بن الحاج (عمرو) بن أعمر بن المولى عامر الهامل المكنى بأبي السباع، وتوجد بالعبابسة المدرسة العلمية التي أسسها العلامة الجليل سيدي عبد السلام بن عزوز
أولاد سيدي المختار : وهم أحد فروع قبيلة السباعيين، وتقع مواطنهم في منطقة سيدي المختار الشهيرة بإقليم شيشاوة، وينحدرون من جدهم الأعلى محمد المختار بن محمد البقار بن الحاج (عمرو) بن أعمر بن المولى عامر الهامل المكنى بأبي السباع، وقد استشهد محمد المختار مع والده محمد البقار ودفن بجواره مع بقية الشهداء السباعيين المشهورين بالقرية المعروفة باسمه سيدي المختار، ضريح سيدي المختار بن إبراهيم العبيدي السباعي: ويوجد بمنطقة تغسريت بإقليم شيشاوة على الطريق الرابطة بين مراكش والصويرة. وهو ولي صالح، وعالم كبير وصفه الشيخ سيدي أحمد الخليفة بن ناصر الدرعي بأنه « ياقوتة المغرب ».ولد ببلاد شنقيط سنة 1040هـ/1630م ودرس بها، ومنها ذهب لأداء فريضة الحج. نزل على الرجراجيين ومنهم اشترى منطقة تغسريت حيث استقر وأسس زاويته الشهيرة. توفي سنة 1084هـ/1674م، وقد بنيت عليه قبة هائلة وبإزائه سوق عظيمة تنسب إليه تسمى أربعاء سيدي المختار
الكلالشة : وهم أحد فروع قبيلة السباعيين، وتقع مواطنهم في منطقتهم المعروفة باسمهم بإقليم شيشاوة، وينحدرون من جدهم الأعلى محمد الملقب أكللش، وقد اختلف النسابون من السباعيين في ذكر نسبهم، فبعضهم مثل الفقيه مولاي أحمد بن المأمون السباعي أنه ابن محمد البقار، في حين صرح العالم محمد يحيى بن محمد سعد أبيه العنكاوي السباعي أن محمدا أكللش هو ابن الحاج بن أعمر بن المولى عامر الهامل المكنى بأبي السباع، فيصبح أخا لكل من محمد البقار وإبراهيم وعيسى، كما ذكر أهل قبيلتهم أنه لا تعرف ذرية لمحمد أكللش سواء بالمغرب أو بالقطر الموريتاني

واشتهر هؤلاء الأجداد من قبيلة أولاد أبي السباع السبعة، بأنهم كانوا شهداء الساقية الحمراء المشهورين، حيث تصدوا للمد الاستعماري البرتغالي بالخصوص بعد سقوط الأندلس، ومع تزايد النفوذ البرتغالي وامتد إلى المناطق الداخلية كمناطق عبدة ودكالة وشيشاوة وكل السواحل المغربية. وفي خضم هذا الجو المشحون انتفض الشعب المغربي بزعامة مجموعة من المتصوفة وأرباب الزوايا وعدد من رواد الفكر والجهاد، ومن ضمنهم عدد من الشيوخ والصلحاء السباعيين الذين تصدوا للاحتلال البرتغالي، وقادوا حركات جهادية قبل ظهور الحركة السعدية، فاستشهد عدد كبير من العلماء والأولياء والقادة، ووقع الكثير منهم في الأسر كالشيخين سيدي عبد الله بن ساسي العزوزي السباعي ورفيقه رحال الكوش وغيرهما، وفي إطار الحركة الجهادية المنظمة التي قادها السعديون وجه السلطان أبو العباس أحمد الأعرج سنة 918هـ حملة عسكرية مهمة من مراكش إلى الساقية الحمراء عبر ميناء آسفي كان جل مقاتليها من أبناء أبي السباع لما عرف فيهم من قوة الشكيمة والتفاني في الذود عن حوزة البلاد، فتمكنوا من إجلاء البرتغاليين عن الشواطئ الجنوبية وفتحوامع أهل سوس حصن أكادير، ثم سار الجيش الى أن التقى الجمعان المغاربة مع الحامية البرتغالية بوادي الساقية الحمراء، واشتد النزال وانتهى بانهزام العدو وخروجه من الساقية الحمراء، وكان من بين شهداء المعركة أولاد أبي السباع السبعة المذكورين شهداء منطقة الطويحيلات وهي إحدى روافد وادي الساقية الحمراء غير بعيد عن مدينة السمارة بحوالي 30 كلم، والذين قتلهم عملاء البرتغال غيلة على يد فرقة برتغالية بقيادة الشمسعي Somida القائد البرتغال

سنحاول من خلال هذا المقال المتواضع القاء الضوء على احدى أهم القبائل الصحراوية  قبيلة أولاد أبي السباع  ولسنا هنا أمام الدفاع عن القبيلة بل نحن أمام قبيلة تم نسيانها أو تناسيها كقبيلة فاعلة  وهذا المقال هو عبارة عن عرض سابق أحببنا من خلاله مشاركة الأفكار والمعلومات حول هذه القبيلة ومجال تحركها قبل التدخل الاستعماري ، وبما أننا أمام مفهوم للقبيلة وجب علينا وضع تعريف له وان يكاد يجمع اغلب الباحثين من أمثال بيير بونت Pierre Bonte-، ادوارد كونط –Edward conte، عبد الودود ولد الشيخ ،هامس -Hames،  وأخيرا جاك بيركj. Berque  ممن درسوا القبيلة كمجموعة بشرية منتظمة على استحالة وضع تعريف شاف لمفهومها، لكن  تعد القبيلة تنظيما سياسيا واجتماعيا ورابطة دموية تحالفية ووحدة شعورية ولا شعورية ميزت العديد من المجتمعات البشرية وتعتبر بلاد المغرب من بين المجالات التي عرفت هذا التنظيم الذي اتخذ أشكالا مختلفة وعرف ديناميات حسب الفترات التاريخية ونوعية السلطة السياسية، ويعتمد هذا الشكل التنظيمي على أجهزة تمثيلية شبه صارمة تعتمد أساسا معيار القوة والعصبية و العمر والمال وتتحد في نظام القيم والإرث الثقافي المشترك وتربط بين أعضاء هذا التنظيم مصالح وعلاقات تفرض على الكل جملة من الواجبات وترتب له حقوقا مقابل ذلك وضمانات وفي هذا العرض قمنا باختيار احدى القبائل الهامة في تاريخ الصحراء بشكل خاص والمغرب بصفة عامة ألا وهي قبيلة أولاد "أبي السباع" لرصد تحركات هذه القبيلة والعوامل المتحكمة في ذلك رغم صعوبة ذلك من خلال قلة الأبحاث والدراسات التي تناولت هذه القبيلة سواء من طرف باحثي المغارب أو الأجانب اللهم الدراستين التي تناولتا هذه القبيلة بشكل مفصل ونذكر دراسة  مولاي حسن كفناني"أولاد أبي السباع في القرن التاسع عشر الميلادي'' التي اهتمت بالسباعيين في حوز مراكش وهي مونوغرافية مهمة للتعريف بهذه المجموعة الاجتماعية وجيرانها في الحوز وبالجهاز المخزني لكنها تبقى حبيسة منطقة الحوز ولم تهتم بتفاصيل القبيلة خاصة في الجنوب. أما الدراسة الثانية والتي رأت الضوء منذ أشهر هي دراسة الأستاذ محمد دحمان التي جاءت تحت عنوان" دينامية القبيلة الصحراوية في المغارب بين الترحال والاقامة دراسة سوسيو أنثربولوجية حول أولاد أبي السباع والذي حاول من خلالها رصد الميكانزمات المتحكمة في ظاهرة الترحال والاستقرار أو الاقامة  لدى هذه المجموعة في كل من الحوز المراكشي وبلاد شنقيط أو المغرب وموريتانيا حاليا .من خلال الدراستين اللتان شكلتا أرضية لهذا العرض الذي سنعمد على دراسة دينامية هذه القبيلة الى حدود نهاية القرن التاسع عشر وبداية تدخل الاستعماري المباشر في مجمل بلاد المغرب والصحراء والذي سيطر على هذا المجال. لكن قبل الغوص في هذا الموضوع الذي سيكون ابحارنا فيه محفوفا بالمخاطر لابد لنا من طرح مجموعة من التساؤلات: من هم أولاد أبي السباع؟ ؟ ما مجال تحرك هذه القبيلة؟ ومالعوامل والميكانزمات المتحكمة في هذه التحرك أو التنقل؟

تعريف قبيلة أولاد أبي السباع:
يعد أولاد أبي السباع من أهم القبائل الصحراوية وأوسعها انتشارا ،يمتاز السباعيون بالجمع بين ثقافتي السيف والقلم اذ عرف منهم علماء أجلاء وفرسان شجعان، ويرجع نسب هذه القبيلة الى جدهم أبي عامر الهامل المكنى بأبي السباع الذي ترجع معظم المصادر خاصة منها كتب الأنساب الى انحدارهم من نسل مولاي ادريس كغيرهم من أكثرية الشرفاء المتواجدين بالصحراء (1)، وقد استقر أبي عامر ببلاد سوس بعد رحلة طويلة  انطلق منها من فاس ليصل فيها الى المشرق العربي ليعود الى منطقة درعة وسوس صحبة والده احريز الذي توفي هناك بموضع يسمى ''تتوك''، وقد  استمر عامر أبي الهامل في الجولان لينتقل الى بلاد تمنارت ليشتري أرضا بها تسمى ''الفائجة'' وبقيت تعرف بفائجة أولاد أبي السباع، ثم انتقل الى الجهة الغربية بمكان يسمى ''واركزيز'' به ربوة عالية بنى بها مسجدا وخلوة مكث بها زمنا يعبد الله حتى قدم عليه جنود من بني حسان فأرادوا اغتصاب مالديه من مال فسلط الله عليهم السباع ففتكت بهم فأخذوا يستنجدون به تائبين طالبين الخلاص يصيحون يا أبا السباع خلصنا من سباعك(2)، ولقد بقي بسوس حتى توفي هناك بموضع ''اضاض مدن'' وضريحه مزار مشهور،ولقد ترك سيدنا أبي عامر ثلاثة أبناء ذكور هؤلاء هم الذين سيشكلون النواة الأولى للقبيلة السباعية وهم اعمر وعمران والنومر هؤلاء بدورهم سيتركون مجموعة من الأبناء التي ستشكل فروعا لهذه القبيلة التي ستمارس الترحل بين حوز مراكش وسوس وبلاد شنقيط والذين سيقيمون بمناطق مختلفة  وهم كالتالي.
.اعمر أبنائه: عامر_ابراهيم_الغازي_الحاج.
عمران: أبنائه بوحسين_سعيد_مخلوف_ادريس
النومر أبنائه :لهمامدة_أهل أحمد بن سعيد_أهل مبارك_لعنافرة.    
مجال تحرك قبيلة أولاد أبي السباع والعوامل المتحكمة في ذلك
دور الجهاد والمخزن والحروب مع القبائل.
لعل الحديث عن تحرك القبائل لهو من الأمر الغير يسير رصده خاصة أننا في اطار مجموعات يحكم تحركها العديد من الميكانزمات والعوامل منها الظروف الطبيعية، والحروب القبيلية،وحركة المخزن، وكذلك التجارة العابرة للصحراء، ولكن هناك أيضا الجهاد الذي كان وراء ظعن السباعيين من سوس نحو السهول الغربية المغربية ونحو الساقية الحمراء التي يتواجد بها اليوم سبعة من أبناء السباع أو كما يسمون محليا ''بأولاد أبي السباع السبعة'' الذين استشهدوا ضد الغزو البرتغالي للسواحل الصحراوية بمنطقة الساقية الحمراء حيث يوجد مزارهم بجوار ضريح الشيخ سيدي أحمد العروسي(ت1002ه/1594م) على الضفة اليسرى لوادي الساقية الحمراء شمال غرب مدينة السمارة، بل ذهب الباحث الفرنسي دلاشابيل(de la chapelle) إلا أن طرد البرتغاليين عن السواحل الصحراوية راجع الى السباعيين. كما أن هؤلاء السبعة سقطوا في معركة مع الضابط البرتغالي المسمى محليا ''الشمصعي'' وفي الكتابات الغربية يسمى(somida)، ويذهب الباحث محمد دحمان أن هذه المجموعة من أولى المجموعات السباعية التي  نزحت نحو الساقية الحمراء وبقية الصحراء لمواجهة الزحف البرتغالي على الشواطئ الجنوبية، ولا يوجد ذكر لمجموعات سباعية قبل القرن 16م/ 10ه بالصحراء(3).
وسيستمر نزوح بعض المجموعات السباعية لصد الغزو الايبيري لكن ليس في اتجاه الصحراء بل نحو المناطق الشمالية الغربية من المغرب خاصة بدعوى وقيادة من طرف بعض الصلحاء ،وأرباب الزوايا أيام قيام الدولة السعدية المنبعثة من'' تاكمدارت''،كما كان للحركة الصوفية التي قادها محمد بن سليمان الجزولي دور أساسي في تأطير جهاد السباعيين ونزوحهم شمال الأطلس الأعلى الغربي(4)، بحيث قاموا بتأسيس مجموعة من الزوايا والرباطات ونستنتج أننا مجموعات صغيرة لسنا أمام قبيلة بدأت تتشكل نواتها، لكن مع تشكل الدولة السعدية التي أولت عناية خاصة بالزوايا والمتصوفة لتأكيد شرعيتها السياسية ولقد تقلد مجموعة من السباعيين وظائف عدة في البلاط السعدي خاصة مايذكره الزياني في كتابه( الترجمانة الكبرى) كشخصية سيدي عبد الله بن ساسي السباعي وأبناؤه من بعده الذين كانوا بمثابة مستشارين لأبي عبد الله القائم بأمر الله ولخلفه من بعده(5)،وهذا ماستيعضدد مع السلاطين السعديين بدأءا مع السلطان أحمد الأعرج الذي كان سبب توطن السباعيين بالحوز المراكشي وهذا مايؤكده صاحب كتاب تحفة الأحقاب بقوله " يبدو أن السباعيين الذين صاحبهم السلطان أحمد الأعرج من الصحراء على فرقتين أولاد عمران وأولاد اعمر،فأولاد عمران أنزلهم في ضواحي مراكش، وفي عهد المنصور الذهبي أبعدوا الى بوجمادة، وأولاد اعمر أسكنهم أبو العباس الأعرج في تغسريت وفي عهد المنصور أبعدوا وشتتوا في المناطق المغربية وأصبحت تغسريت فارغة وقد استمرت علاقة السباعيين بالسلطة السعدية في مد وجزر الى وقت قيام الدولة العلوية حيث عادوا للاستقرار بمنطقة حوز مراكش خاصة بعد تولي السلطان سيدي محمد بن عبد الله العرش الذي استقدم منهم جمع غفير وبدءوا يستقرون هناك أي بالحوز وذلك نتيجة حب هذا السلطان لهم وتعلقه الشديد بهم بل الأكثر من ذلك دخل معهم في علاقة مصاهرة،هذا التمركز بمنطقة الحوز خاصة في منطقة تغسريت وبوجمادى أدى الى دخول المجموعة السباعية مجموعة من الحروب مع عدة قبائل وهذا مايشير اليه الباحث حسن كنفناني" فقد واجه السباعيون حلفا من قبائل تكن،ودليم وذوبلال عندما هاجمت عليهم وعاثت فيهم فسادا ونهبت خيراتهم مما أثار شفقة محمد بن ناصر الدرعي صاحب تامكروت وجعله يكتب بالتهديد والوعيد الى هذه القبائل،يحذرها من عواقب الاعتداء على الشرفاء السباعيين"(6)، كما دخلت القبيلة في صراع مع مجموعات قبلية كان أهمها المعارك التي خاضوها ضد الشياظمة حيث أسفرت تلك المواجهات عن عدد كثير من القتلى واندحار الشياظمة وبقيت اثارها عالقة بالذهنية السباعية، وقد استمرت القبيلة السباعية في خوض هذه الحروب مع القبائل المجاورة وذلك في اطار الصراع حول الموارد الرعوية ومنابع المياه في فترة تزامنت مع الجفاف وأزمة اقتصادية ،إلا أن هذه الغارات التي يقوم بها السباعيون لم يكن ينظر لها بعين من الرضى من طرف المخزن ،الذي أنزل عليهم عقابه بعد انذارهم وتحذيرهم تارة وتهديدهم تارة أخرى وهذا ما يشير اليه الباحث حسن كفناني بقوله" استهدف السلطان تأديب القبيلة السباعية،فأرسل اليهم كتيبة من الجيش، كما استنفر القبائل المجاورة لهم من عرب وبربر وأمر بطردها من الحوز فأسر المخزن عددا كثيرا من أعيانها الذين قضوا نحبهم في سجن مكناس(7)، على اثر هذه الواقعة سينسحب جزءا مهم من القبيلة الى سوس والصحراء وهذا من الأسباب التي ستجعل القبيلة تدخل في هذا المجال الذي تتواجد فيه قبائل أخرى سيكون لها معهم حروب ومعارك(الركيبات،أولاد دليم،العروسيين،كنتة) ، كما تبين هذه الحروب التي خاضتها هذه القبيلة على امتلاك القبيلة لقطعان مهمة من المواشي كما يبين القوة الحربية التي تتصف بها القبيلة وهذا ما يفند بعض الادعاءات التي ربطت امتلاك القبيلة للسلاح بشكل مؤخر في القرن 19م. كما أن امتهان الحرابة والغزو هو ما يساهم في تمركز القبيلة بالصحراء وبلاد شنقيط ،وساعدهم على ممارسة التجارة وحماية قوافلهم في مجال لا يعرف سلطة مركزية بقدر ما يخضع لمنطق القوة في مجمل مناشطه السياسية والاقتصادية والعلائقية، في ظل مجتمع يقوم على الترحل الدائم بحثا عن الكلأ والماء والمراعي للرأسمال المادي المتمثل بالأساس بالثروة الحيوانية المملوكة التي تكون سببا للحروب خاصة في فترات الشح الطبيعي وندرة الموارد المائية ،وهذا ما جعل القبيلة السباعية تخوض عدة معارك على طول مدى انتجاعهم من الحوز شمالا الى بلاد شنقيط جنوبا،وكانت أهم حروبهم في منطقة الحوز مع كل الشياظمة كما رأينا سالفا مع مجموعات كحاحا والشراردة وتكنة الحوز وذوبلال،التي هي الأخرى جماعات وافدة على منطقة الحوز والتي انتهت دائما بتدخل جيش السلطان لأن المجال محدود وخاصة أن النزاع في غالبية كان حول ينابيع المياه من أنهار بوعنفير وشيشاوة وأراضي المجون الخصبة التي هي مجال رعوي هام يصلح لتنمية الابل، أيضا الطريق التجاري السلطاني الرابط بين مراكش والصويرة الذي من تحكم فيه تحكم في الشريان الحيوي لمراكش والحوز والصحراء، لهذا نجد السباعيين بالحوز من أكثر الناس كلفا برعاية خيولهم واقتناء كل ماجد من أسلحة وعتاد حربي استعدادا للحرب أو الرحيل(8)، لكن يبقى السؤال المهم كيف خاضت القبيلة السباعية حروبها  بالصحراء وبلاد شنقيط؟
لقد دخل أولاد أبي السباع للعديد من المعارك والحروب مع مجموعة من القبائل والتي لاتزال حبيسة الذاكرة الشفوية لمجتمع يعتمد على المروي أكثر منه المكتوب تبقى الكتابات قليلة حولها،لكن تبقى بعض المصادر المحلية التي دونت بعض أخبار هذه الحروب،ولعل كتاب جوامع المهمات في أمور الرقيبات الذي يذكر المعارك التي خاضتها الرقيبات مع بعض القبائل والتي من بين هذه الحروب حربهم مع أولاد أبي السباع بمنطقة تيرس، والتي كان سببها أن رجلا من المذنين علمه اكريبيط أتى لأبناء أبي السباع وقتلوه عام أربعة عشر من القرن الثالث عشر(9)، واتاهم وفد من الرقيبات يطلب دية القتيل.فقام أبناء أبي السباع وقتلوا وفد من الرقيبات يوم الأضحية، ولم يبقى واحد من الوفد فأتى الخبر للرقيبات يوم الأضحية ولم يبقى واحد من الوفد.فأتى الخبر للرقيبات واجتمعوا بما أمكنهم من الاجتماع، وجعلوا أيت أربعين وقدموا عليها أصغير بن باب ورئيس أبناء أبي السباع المكي بن اميس، وأغار الرقيبات على أولاد أبي السباع بامدكن، وانهزم الرقيبات وكثرت الحروب وشن الغارات على الحيوان عند المياه على الخيام وكثر القتال والنزال والسرايا، فبعد ذلك ظعن أبي السباع بأسرهم، ونزلوا بوادي نون(...) رحلوا ونزلوا بانعايل بلد بشاطىء البحر بإزاء قبيلة أصبويا فغزى الرقيبات وغاروا عليهم زحفا... ووقعت معركة عظيمة وانهزم أبناء أبي السباع فرقتين بعد الفتنة فرقة نزلت في بلاد الغرب المسمى المجون وفرقة نزلت بالزير لزرك(10)
من خلال هذه الحرب يمكننا أن نتبع خريطة تنقل القبيلة السباعية، والتي كانت في حركية نحو الشمال مع العلم أن المعركة وقعت في منطقة تقع منطقة جنوب زمور حاليا تقع ضمن النفوذ لإقليم بوجدور، وانتهت بوصول القبيلة الى منطقة الغرب مرورا بمجال وادي نون وساحل منطقة أيت باعمران، لتصل القبيلة الى مجالها المتمثل بمنطقة المجون بالحوز المراكشي، وهنا يظهر لنا أيضا طابع الحرب الصحراوية القائم على الإغارة ومباغثة العدو، مماساعد على الترحل الدائم وسلك استراتيجية أمنية لحماية وسائل الانتاج المتمثل( جمال ورجال ومحاربين)(11 ) ، لكن هذا العداء لن يستمر بين القبيلتين حيث ستدخلان فيما بعد كحلف ضد سيدي امحمد الكنتي(ت 1865/1281م)، وقبائل ادرار في حرب عرفت عدة معارك بين الفريقين انتهت بقتل سيدي امحمد الكنتي، وسيطرة القبيلتين على أرض الساحل والتحكم فيه، مما سيكون له أثر على تطور الترحال لدى السباعيين في اتجاه الجنوب، وبروز نمط التجارة لديهم خاصة مع بروز وكالات تجارية على السواحل خاصة سان لوي جنوبا والصويرة شمالا، مما سيجعل القبيلة تدخل في عدة مواجهات مع قبائل أخرى مع ال يحيى بن عثمان أمراء منطقة ادرار التمر، خلال العقد الأخير من القرن 19الميلادي حيث هاجمهم أهل يحيا بن عثمان عند بئر تدعى(لمونك)، كما دخلت القبيلة مع بعض القبائل الأخرى ككنتة وأولاد اللب والعروسيين... وغيرها من القبائل التي لايسعنا المقام على ذكرها كلها، وتفاصيل المعارك التي خاضتها القبيلة السباعية، والتي كان أهمها معركة (فشت)، والتي كانت سببا في ترحل غالبية أولاد أبي السباع سواء نحو الشمال بايت باعمران وواد نون والحوز،أو نحو منطقة الترارزة والسنغال ليمارسوا التجارة بشكل أكبرخاصة أن الفرنسيين استقروا هناك وبدأوا في ادخال البضائع الأجنبية الى تراب البيظان(12)
دور التجارة والصيد البحري في تنقل قبيلة أولاد أبي السباع:
تعتبر التجارة من بين أقدم الممارسات والأنشطة الاقتصادية التي زاولها أهل الصحراء، والتي ربطوا بها ضفتي الصحراء الشمالية منها والجنوبية ولعل ما يدعمنا لنا هذا الطرح المصادر التاريخية القديمة وكتب الرحالة في القرون الوسطى التي ذهبت الى وصف المحاور التجارية والى كيفية الوصول اليها ووصف رحلتها ومسالكها، ولقد شاركت قبائل الصحراء بفعالية عز نظيرها في خفارة القوافل، وتأمين المسالك ونقاط الماء وغير ذلك مما يرتبط بتنظيم التجارة القافلية بين ضفتي الصحراء شملت حتى الوساطة اللغوية(13)، واستمرار على ذلك النهج استمرت القبائل الصحراوية في الممارسة التجارة ولنا في أولاد أبي السباع خير مثال لذلك، فلقد قاد السباعيون القوافل التجارية مابين حوز مراكش وسوس وبين بلاد شنقيط ، وقد زاد من أهمية هذه التجارة وضمان أمن سبلها تملك السباعيين للسلاح، كوسيلة لضمان وصول القوافل دون أن تتعرض للنهب كما لعب الانتماء للنسب الشريف دوره في هذه الممارسة التجارية لما يتركه من ثقة عند مشتري البضاعة أو لدى الذين يقتنى عندهم السباعيون البضائع بكل من واد نون وسوس شمالا، أو بالسنغال والترارزة جنوبا( 14) هذه السيطرة على التجارة الصحراوية نهاية القرن التاسع عشر في مجمل بلاد البيضان سيكون لها تأثيرا من نوع اخر على حركية القبيلة خاصة في جنوب غرب بلاد شنقيط اثر الحضور الفرنسي على الضفة اليسرى لنهر السنغال، بحيث ستقوم المجموعة السباعية بمراقبة الفئات الموجودة على الساحل خاصة فئة ''ايمراكن''، بل ستدخل القبيلة في ممارسة هذا النشاط خاصة المجموعتين أهل بدة من فخذ الدميسات بالمصايد الشمالية، وأهل مينحن من فخذ العبيدات بالمصايد الجنوبية الخاضعة لنفوذ امارة الترارزة، وهذا مايذكره الباحث المختار ولد السعد في دراسته حول امارة الترارزة يذكر أنهم كانوا يقدمون اتاوة لأمير الترارزة في شكل سمكة عن كل خروج للصيد وهي مايسمى ب ''التجكريت''(15) ، أما المجموعة الأخرى (أهل بدة) فتقع شمالا وتمارس الترحل أكثر من سابقتها نظرا الى تنقل أسراب السمك مابين المصايد، ونظرا أيضا لقحولة المجال بالمنطقة الشمالية مقارنة بالشواطئ التي يستغلها ال مينحن بالجنوب، مما سيؤدي الى قتال بين المجموعتين انتهى بقتل زعيم ال مينحن المنصب من طرف أمير الترارزة على أهل الشواطىء، من هنا يتضح لنا أيضا أن ممارسة نشاط الصيد هو أيضا من الأنشطة الهامة رغم النظرة الدونية التي يتسم بهام مارسوا هذا النوع من النشاط خاصة لدى مجتمع البيضان، كما تبين أيضا الحروب لا تحدث فقط داخل المجال الداخلي بين المجموعات القبلية بل تقع أيضا على الساحل الذي سيكون القاعدة المهمة للاستعمار الأجنبي ومركزا لقواعده وحصونه منذ حضوره في أواخر القرن التاسع عشر ولنا في كل من سان لوي بالنسبة للفرنسيين وفيلا سيسنيروس(الداخلة) بالنسبة للاسبان خير مثال على ذلك.



خاتمة
من خلال هذا العرض المتواضع الذي حاولنا من خلاله تتبع حركية مجال قبيلة أولاد أبي السباع والميكانزمات المتحكمة في ذلك والتي تتغير حسب المجال والزمن، بدءا بالجهاد الذي مارسته القبيلة منذ الحضور البرتغالي على السواحل الجنوبية والشمالية خلال القرن16م مرورا بعلاقات القبيلة مع السلط المركزية (السعديين.العلويين) التي تميزت بالمد والجزر أو بالطاعة والعصيان أحيانا أخرى والذي سيجعل القبيلة تكون معرضة للحملات المخزنية والتي كانت سببا في دفع القبيلة الى الجنوب ونقصد هنا الصحراء وموريتانيا بعد ذلك، كما لعب الترحال والبحث عن منابع المياه والمراعي دورا في حركية القبيلة والذي سيدخلها في عدة حروب طول امتدادها انتجاعها سواء بالحوز المراكشي أو بالصحراء وبلاد شنقيط والذي سيجعلها تدخل عدة معارك مع عدة قبائل(الشياطمة،حاحا،دوبلال...)شمالا،او مع كل من (الرقيبات،كنتة،أولاد دليم،والعروسيين)،بل دخلت القبيلة في قتال مع احدى الامارات الحسانية وهي امارة أهل يحيى بن عثمان، بمنطقة ادرار وهنا يتبين طول انتجاع القبيلة وامتدادها، ناهيك عن ممارسة النشاط التجاري الذي تصدرته القبيلة منتقلة بين مختلف المراكز التجارية(الصويرة،مراكش،كليميم،تندوف،سان لوي...)، والذي سيجعلها تدخل في ممارسة نشاط الصيد والبحري والدخول في علاقات مع محترفيه(ايمراكن) خاصة بالمناطق الشمالية والجنوبية لموريتانيا حاليا، هذا بالإضافة الى دور العلماء والمتصوفة من خلال الرباطات والزوايا الذين قاموا بتأسيسها، لكن يبقى رصد حركية القبائل من أصعب مايكون نظرا أننا أمام مجموعات لم تعرف الاستقرار إلا في العقود الأخيرة وذلك نظرا لحضور الاستعمار الأجنبي وحضور الدولة المركزية بعد ذلك وترسيم الحدود بين الدول، والذي ترك مجموعة من القضايا التي لم تحل بعد، بالإضافة الى وجود القبيلة الواحدة داخل عدة بلدان ، ولنا في حالة أولاد أبي السباع مثال على ذلك،كذلك الى  ارتباط هذه المجموعات بحياة المدينة والدخول في الدورة الاقتصادية الجديدة  وبداية ممارسة مهن جديدة.


المراجع المعتمدة
  • الشكري،أحمد.الصحراء الأطلنتية المجال والانسان،منشورات وكالة الجنوب.الطبعة الأولى. 2007
  • ·   دحمان.محمد.دينامية القبيلة الصحراوية في المغارب بين الترحال والاقامة.دراسة سوسيو_أنثربولوجية حول أولاد أبي السباع.مطبعة طوب بريس.2012
  • ولد السعد.محمد المختار.امارة الترارزة وعلاقتها التجارية والسياسية.منشورات معهد الدراسات الافريقية.2002
  • بن عبد الحي .محمد سالم ،جوامع المهمات في أمور الرقيبات تحقيق:د.مصطفى ناعيمي،المعهد الجامعي للبحث العلمي،الرباط1992/.
  • مولاي حسن كفناني.قبيلة أولاد أبي السباع في القرن التاسع عشر،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في التاريخ،مرقونة بكلية الاداب بالرباط،1988
  • ماء العينين.شبيهنا حمداتي.قبائل الصحراء المغربية.المطبعة الملكية.الرباط.1998 

المصدر : الصحراء نيوز http://sahranews.com/

سيدي رحال الكوش أحد مشايخ و أصحاب الشيخ سيدي أحمد لعروسي. قال محمد المامون بن محمد فاضل بن محمد الشنقيطي في قصيدته "شجرة اللالي في نسب العروسيين و النواجي": و كان أحمد العروسي المنتسب ***** مع سيدي رحال الكوش آصطحب في تــاسع المئيـن عهد السـعـــدِ ***** مـمـتحـن الـزواوي فـي ذا العـهـد الكوش والبدالي والسملالي وطير الجبل والسبع الأذرع ... تلك جملة صفات ونعوت تميز سيدي رحال وكل صفة تحتاج إلى توضيح. هو محمد بن احمد بن الحسن الشهير عند المغاربة بسيدي رحال البدالي, ولد عام 890هجرية، حسب جل الروايات والحوليات، إلا أن هذه المصادراختلفت في تحديد

بعد سقوط آخر معقل إسلامي بالأندلس توجهت جحافل الصليبيين ابتداء من القرن العاشر الهجري الذي يصادف بداية القرن السادس عشر الميلادي إلى المغرب جارهم المسلم، فاحتلوا سواحله من

تزوج الشريف الولي الصالح عامر الهامل المكنى بأبي السباع الإدريسي الحسني أبو الشرفاء أولاد أبي السباع امرأة من قبيلة الَبْرَابِيشْ، فأنجبت له من الذكور اُعْمُر (بضم الهمزة وإسكان العين)، وعِمْران (بكسر العين)، ومن الإناث رقية، وعائشة، ومسعودة، ثم تزوج كذلك امرأة ثانية من قبيلة سَمْلالَة، فأنجب منها ولدا واحدا هو محمد النومر، هو جد أولاد النومر الموجودين في بلاد سوس الأقصى بالمغرب.
رسالة ترحيب بأولاد ابي السباع الشرفاء
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ارحب كل الترحيب باولاد ابي السباع الشرفاء و يشرفنا ان نقوم بخدمة القبيلة من كل الزوايا 
| Copyleft © 2013 القبيلة | قلبيلة أبي السباع